سورة ص - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ص)


        


{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)}
22- إذ دخلوا على داود فخاف منهم واضطرب. قالوا: لا تخف نحن متخاصمان، ظلم بعضنا بعضاً، فاحكم بيننا بالعدل ولا تتجاوزه، وأرشدنا إلى الطريقة المثلى.
23- قال أحد الخصمين: إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة، ولى نعجة واحدة فقال: اجعلنى كافلها كما أكفل ما تحت يدى، وغلبنى في المخاطبة.
24- قال داود- قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر-: لقد ظلمك بطلب ضم نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من المتخالطين ليجور بعضهم على بعض، إلا من استقر الإيمان في قلوبهم، وكان عمل الصالحات من دأبهم، وهم قلة نادرة، وعرف داود أن الأمر ما هو إلا امتحان منا له فطلب من الله المغفرة، وانحنى راكعاً لله، ورجع إليه خاشعاً.
25- فغفرنا له تعجّله في الحكم، وإن له عندنا لقربى وحسن مرجع.
26- وأوحى الله إليه: يا داود إنا صيَّرناك خليفة عنا في الأرض، فاحكم بين الناس بما شرعت لك، ولا تَسِر في الحكم وراء الهوى، فيحيد بك عن سبيل الله، إن الذين يحيدون عن سبيل الله باتباع أهوائهم لهم عذاب شديد بغفلتهم عن يوم الجزاء.


{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}
27- وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما عبثاً، ذلك ما يظنه الكافرون، فأجروا الأحكام على أهوائهم، فعذاب شديد للذين كفروا من النار.
28- أيليق بحكمتنا وعدلنا أن نسوِّى بين المؤمنين الصالحين وبين المفسدين في الأرض؟، أم يليق أن نسوِّى بين من خاف عذابنا واتقى عقابنا وبين المتمردين على أحكامنا؟.
29- هذا المُنَزَّل عليك- يا محمد- كتاب أنزلناه كثير النفع، ليتعمقوا في فهم آياته، وليتعظ به أصحاب العقول الصحيحة والبصائرة النَّيِّرة.
30- ووهبنا لداود سليمان المستحق للثناء، الخليق أن يُقال فيه: نعم العبد، لأنه رجَّاع إلى الله في كل أحواله.
31- واذكر من أخبار سليمان أنه عرض عليه بعد الظهر الخيل الأصيلة التي تسكن حين وقوفها وتسرع حين سيرها.
32- فقال سليمان: إني أشربت حب الخيل- لأنها عدة الخير وهو الجهاد في سبيل الله- حبا ناشئاً عن ذكر ربى، وما زال مشغولا بعرضها حتى غابت الشمس عن ناظريه.
33- أمر بردها عليه ليتعرف أحوالها، فأخذ يمسح سوقها وأعناقها ترفقاً بها وحباً لها.


{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}
34- ولقد امتحنا سليمان حتى لا يغتر بأبَّهة الملك، فألقينا جسداً على كرسيه لا يستطيع تدبير الأمور، فتنبه إلى هذا الامتحان فرجع إلى الله- تعالى- وأناب.
35- دعا سليمان ربه- منيباً إليه-: رب اغفر لى ما بدر منى، وهب لى ملكاً لا يليق لأحد من بعدى، إنك أنت الوهَّاب الكثير العطاء.
36- فذللنا له الريح، تجرى حسب مشيئته رخية هينة، حيث قصد وأراد.
37- وذللنا له كل بنَّاء وغواص في أعماق البحار من الشياطين المتمردين.
38- وآخرين من هؤلاء الشياطين قرن بعضهم ببعض في الأغلال والسلاسل، ليكف فسادهم عن الآخرين.
39- وأوحى إليه أن هذا الذي أنعمنا به عليك عطاؤنا، فأعط من شئت واحرم من شئت، فلا حساب عليك في الإعطاء أو المنع.
40- إن لسليمان عندنا لقربة عظيمة وحُسْن مرجع ومآل.
41- واذكر- يا محمد- عبدنا أيوب إذ دعا ربه أنى أصابنى الشيطان بالتعب والألم.

1 | 2 | 3 | 4